يبدو أننا اقتربنا من الحرب النووية.. فهناك العديد من المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة، وقد نذهب إلى السيناريو الأسوأ. يتصرف معظم المسؤولين الغربيين وكأن التهديدات النووية الروسية خدعة، علاوة على ذلك يعتقد الأوروبيون أن الانضواء تحت المظلة النووية لتحالف الناتو هو وسيلة موثوقة لردع العدوان الروسي، كما أن بوتين يعتقد أنه يستطيع استخدام الأسلحة النووية التكتيكية للدفاع ضد هجوم الجيش الأوكراني دون إثارة رد نووي من الناتو، لأن القادة الغربيين لن يخاطروا بحرب نووية.
ويمكن لأزمة الصواريخ الكوبية أن تعلمنا كيف نتجنب الحرب وتوضح لنا أنه بمجرد تصاعد التوترات يحتاج العالم إلى قيادات حكيمة. في أكتوبر 1962 اقتربت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بشكل خطير من الحرب، خلال تلك الفترة تبادل الزعيمان المناشدات والمطالبات، وحث كل منهما الآخر على التراجع. قدم كينيدي وخروتشوف تنازلات كبيرة، منها أن كينيدي وافق على إزالة الصواريخ النووية الأمريكية متوسطة المدى من تركيا ضمن مدى الاتحاد السوفيتي.. في المقابل، وافق خروتشوف على إزالة الصواريخ السوفيتية من كوبا، كما وعدت الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا.. انتهت الأزمة وتم تجنب الحرب النووية، والآن تتصاعد التوترات بين روسيا والغرب بعد الأداء السيئ للقوات الروسية في أوكرانيا وتهديدات بوتين بالسلاح النووي.
ليس عدم اليقين وحده هو ما أصاب الرؤساء الأوروبيين بالشلل، لكن يجد الكثير منهم صعوبة في الخروج عن الإجماع الأوروبي، بالإضافة إلى التبعية العمياء للولايات المتحدة الأمريكية؛ لذا أصبح القادة الأوروبيون غير قادرين على البحث عن مصالح شعوبهم ودولهم، ورغم ذلك يبررون ضعفهم بشعارات مثل القيم والأخلاق والمبادئ. لم يدرك أحد من قادة الغرب حتى اليوم أنه على الرغم من الدعم الهائل لأوكرانيا بالسلاح فإن الطريق إلى التعافي الاقتصادي والمالي سيكون صعباً، مع وجود أزمة نفط وغاز وغذاء وركود متسارع في جميع أنحاء العالم، كما أن مواطني تلك الدول يشعرون بخيبة أمل كبيرة من سوء إدارة الأزمة في أوكرانيا في زمن أصبحت فيه الصراعات هي الثابت الوحيد.
لم يعد الردع النووي يحافظ على السلم الدولي، بل العالم بحاجة لاتخاذ تدابير لمنع الأزمات في المستقبل وعقد اتفاقيات للحد من التسلح وخطوط اتصال مفتوحة تهدف إلى تقليل احتمال حدوث أزمات يمكن أن تكون هذه الخطوات غير كافية، ولكنها مفيدة وستساهم في أمن واستقرار العالم.
ويمكن لأزمة الصواريخ الكوبية أن تعلمنا كيف نتجنب الحرب وتوضح لنا أنه بمجرد تصاعد التوترات يحتاج العالم إلى قيادات حكيمة. في أكتوبر 1962 اقتربت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بشكل خطير من الحرب، خلال تلك الفترة تبادل الزعيمان المناشدات والمطالبات، وحث كل منهما الآخر على التراجع. قدم كينيدي وخروتشوف تنازلات كبيرة، منها أن كينيدي وافق على إزالة الصواريخ النووية الأمريكية متوسطة المدى من تركيا ضمن مدى الاتحاد السوفيتي.. في المقابل، وافق خروتشوف على إزالة الصواريخ السوفيتية من كوبا، كما وعدت الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا.. انتهت الأزمة وتم تجنب الحرب النووية، والآن تتصاعد التوترات بين روسيا والغرب بعد الأداء السيئ للقوات الروسية في أوكرانيا وتهديدات بوتين بالسلاح النووي.
ليس عدم اليقين وحده هو ما أصاب الرؤساء الأوروبيين بالشلل، لكن يجد الكثير منهم صعوبة في الخروج عن الإجماع الأوروبي، بالإضافة إلى التبعية العمياء للولايات المتحدة الأمريكية؛ لذا أصبح القادة الأوروبيون غير قادرين على البحث عن مصالح شعوبهم ودولهم، ورغم ذلك يبررون ضعفهم بشعارات مثل القيم والأخلاق والمبادئ. لم يدرك أحد من قادة الغرب حتى اليوم أنه على الرغم من الدعم الهائل لأوكرانيا بالسلاح فإن الطريق إلى التعافي الاقتصادي والمالي سيكون صعباً، مع وجود أزمة نفط وغاز وغذاء وركود متسارع في جميع أنحاء العالم، كما أن مواطني تلك الدول يشعرون بخيبة أمل كبيرة من سوء إدارة الأزمة في أوكرانيا في زمن أصبحت فيه الصراعات هي الثابت الوحيد.
لم يعد الردع النووي يحافظ على السلم الدولي، بل العالم بحاجة لاتخاذ تدابير لمنع الأزمات في المستقبل وعقد اتفاقيات للحد من التسلح وخطوط اتصال مفتوحة تهدف إلى تقليل احتمال حدوث أزمات يمكن أن تكون هذه الخطوات غير كافية، ولكنها مفيدة وستساهم في أمن واستقرار العالم.